دمع وحبر واوراق
في ليله من ليالي الخريف وبينما كنت لوحدي أخذني هاجس الوجد والذكريات القديمة وعندئذآ أنهمر الدمع من العيون الذابلة وأنسكب الحبر من القلم ليترجم الشعور والألم على بياض الأوراق عندما أخذتني الذكرى الى الماضي واستدرجتني الى الحب الأول والأخير في حياتي ، وبدأت أستعرض شريط الذكريات الجميلة منها والمؤلمة وبدأ القلب بالخفقان وضيق في التنفس والدمع ينساب على وجنتي لتـتـساقط قطراته على أوراق الماضي والذكريات ، وتمتزج بحبرها الذي لم تمحوه الأيام , وقلت لنفسي معزيآ أنه هو الذي أختار الفراق وسكة الرحيل فلماذا كل هذا الوجد والعذاب ؟ أنا الذي بدأت بالحب وهو الذي بدأ بالقبول ومع الوقت تحول حبنا الى حد الجنون ، فأنا لا أستطيع ان أستغني عنه أبدا فهو لي كالماء والهواء الذي أتنفسه وانا له الظل والأمان والوجود , لكن ماكل مايتمنى المرء يدركه ، فالتيار بدأ يأخذ عكس الأتجاه , وبدأت ( الغيرة المفرطه التي هي المعول الأول لهدم الحب ) تدب في نفسه ، فهو يغار علي حتى من أقرب الناس الي ، أنها النرجسية والغرور وحب التملك ، يريدني ملك له لوحده ولكن هيهات ، فأنا رجل شرقي بطبعي لايقبل السيطرة والخضوع تحت رحمة أمرأة ، ولما أخذته الحيرة وأمتلكه اليأس والأحباط حول حبه لي الى عدوانيه وبدأ يختلق ويفتعل المشاكل ويثور في وجهي لأتفه الأسباب وأحيانآ لاتوجد هناك أسباب تبرر مايفعل ، وكل يوم يشتكي ويتذمر وأخذ يشكوني الى من يعرف ومن لم يعرف , الى درجه انه قام بتسريب وأفشاء أسرار حبنا الى الناس التي تعاهدنا عليها سويآ أن لانبوح بها لأحد أبدآ فهذه ملك لنا لوحدنا وستبقى طي الكتمان ، نصحته عن تصرفاته الرعناء وحاولت معه بشتى الطرق أن يكف عن العبث ، ولكن للأسف لقد باءت كل محاولاتي بالفشل وأخيرآ أكتشفت أن كل محاولاتي لاتزيده الا تعنت وغرورآ ، وبدأ كل شيء يتدهور وصرح حبنا الذي بنيناه بالصبر والسهر ودمع العيون أصبح ركام الماضي وحديث الذكريات ، لقد وضعت أول لبنات البناء وتشاركنا الباقي سويآ حتى أكتمل صرح الحب النموذجي ، ولما بلغنا الهدف الذي نسعى من أجله قام بهدم كل شيء بمعول الأنانيه ورحل تاركني مع الركام وأطلال الماضي ! فلماذا تدمع العيون ويحزن عليه القلب وهو الذي تركني وحيدآ وأختار أن يرحل بنفسه بعيدآ عني بـــــــدون أستـئـذان ؟ ! ،،،