شكراً لهجرك بعد وصل
كان كالحلــم اللطيـف
أيام كان الحب ضلا أستفيء به
كأنه الفردوس يزهو بالثمار
قبـل حلـول الخريف
ناشـراً إنـذاره العنيـف
يبعثر الأوراق في عرض الرصيف
تدوسها الأقدام في ذل مخيف
وخطوتي كرجفة الضعيف
فصار يجهدني الطـريق
أيضاً ويفـزعني الحفيـف
وأنـت غـارقـة المكـان
كـأن ما كان غيماً أو دخـان
فاحتـار فـي الهجـر الزمـان
ولم يعـد من نابـه الأيـام عندي
يا سـراب سـوى صـدى ذكرى
وطيف مغرق في البعد يا وجع السنين
وأنت أفراح المكان وأنت أحلام الزمـان
لاشيء عندي بعد هذا الهجـر يغريني
قدري أعيش العمر موتور المشاعر
يجتاحني فرح وتهوي بي خواطر
أكتـال من ملـق الحياة