بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة للشاعر محمود مفلح بعنوان (كأن غزة ليست أخت قاهرة ) نشرتها مجلة البيان في عددها الأخير يقول فيها :
القاصفات وهذا الموت واللهبُ*****وجرح غزة لا تدري به العربُ
لأيِّ داهيةٍ نمضي ولا قلقٌ******لأيِّ عِرْق من الأعراق ننتسبُ؟!
وكيف تعشب أرض العرب يا ولدي!******* وليس في أُفْقنا برقٌ ولا سُحُبُ؟!
أحار في أمرنا والنار تأكلهم********كأنما نحن طينُ القاع والحَصَبُ
ستون يوماً وأوراقي مبعثرة*******وليس إلا بلاد العرب تُغتصبُ
لم يبقَ سترٌ علينا غير ما هتكوا****ولا جدار لنا من غير ما نقبوا
كأنما قال رب العرش: فَلْتهِنوا*****ولم يقل لجنود الحق: فَلْتثبوا!
وكيف نقرأ آيات مرتلة******ولا يرفُّ لنا جفن ولا عصَبُ؟!
وكيف نسجد للرحمن خالقنا******وللأباطر راحت تزحف الركبُ؟!
وأي معركة خاضوا ولست أرى*****إلا معارك من سبُّوا ومن شجبوا؟!
خجلتُ يا غزة الأحرار من قلمي******وما عتبتُ وماذا ينفع العتبُ؟!
كأنَّ غزة ليست أخت قاهرة******ولا العروبة فيما بيننا نسبُ!
بأيِّ عين ترى الأطفالَ قد ذُبحوا******ولا تقول لجزَّاريهمُ انسحِبوا؟!
وقفتِ وحدَكِ وسْط النار قائلة:******* إني إلى الله رب العرش أحتسبُ
ضاقت عليك وذاك الخصم أحكمها******وليته الخصم لكن «إخوة نُجُبُ»؟
جفَّ الحليب بأثداء النساء فلا******تبكي المروءة بل لا يغضب الغضبُ
وفاتهم أنّهُ سِحْرٌ وآخره******لا بدَّ يوماً على السحَّار ينقلبُ
ضاق الحصار فلا ماء يُبَلُّ به******ريقٌ ولا كسرة تنجو ولا رُطَبُ
ضاق الحصار على الأطفال والهفي!**** والموت يُحدق فيهم ثم ينتحبُ
والعالَم الوغد لا ينفكّ مرتقباً******متى ستسقط تلك الراية العَجَبُ؟
متى سيصرخ من جوع ومن عطش******هذا المعاند، أو يلوي به التعبُ؟
متى سننزع لحن الغار من دمه******ويستقيل فلا همٌّ ولا نَصَبُ؟
متى سيلحق بالركب الأُلى زحفوا*****على بطونهمُ دهراً وما تعبوا؟
وهالهم أن هذا «الصنفَ» مختلف*****وأنه حين يبكي يبدأ الطربُ!
وحين ينزف تستشري بطولته*****ويستوي الرأسُ في عينيه والذنبُ
وحين نحسب أن الموت عاجَله****وننفض الكفَّ من أخباره؛ يثبُ